أنا وانتى أرضين فى اللقا ... مالناش سما

وكان ضرورى نفترق .. لاجل اكتمال الكون







Wednesday, October 28, 2009




بعد غياب طوييييييييييل عن مدونتى دخلت لاتصفحها ففوجئت ببوستات قديمة جدًا لم أعد اذكرها، واستغربت لهذه الحالة الكئيبة التى تسيطر على المدونة وكأنها منفذ لبيع الطاقات السلبية واشفقت على أصدقائى الزوار ..

وأيقنت أن تلك السنوات التى تمر على الإنسان تترك لمساتها بشكل ملحوظ وتغير فى نظرته وآرائه حول الكثير من زوايا الحياة.. تغيرًا يعبر عن صدى ذلك الأساس الذى نشأ عليه وكأنه مردود طبيعى للأصل ولكن بشكل أنضج

اتصفح مدونتى الآن وأنا سعيدة بخمسة وعشرين عامًا خولتنى أن أكون مسئولة عن حياتى بشكل كامل وعن حياة من حولى بشكل كبير...
سعيدة بكروت الذاكرة التى اتسعت للكثيرين ممن اعتز بهم أو حتى الذين يمكننى أن أصنفهم بأنهم أصحاب الخانة السوداء فى حياتى ...
سعيدة بكل المواقف واللحظات التى أرانى انتصرت فيها جميعًا ولو بوجع علمنى مالاتستطيع الكثير من الضحكات تعليمى إياه...

فلتكن بعد هذا الغياب عودة بلون جديد ... لون لايشبه أى الألوان فقط يشبهنى

Tuesday, October 27, 2009

بندق



منذ أسبوع غادرت روح بندق جسده النحيل بعد معاناة وألم استمر يمزق فى أحشاءه لأكثر من 6 أيام
..

غادرت لترقد بسلام ، تاركة ذكراه فى كل مكان ... لعبه ونظراته وصراخه وتصرفاته وأكله ونومه .. ذهب هو وبقيت أماكنه وأغراضه والشوق إليه
لم يكن بندق مجرد قط صغير تربى فى منزلنا، بل كان أحد أفراد عائلتنا بعد أن انضم إلينا هو و"فينوس" منذ يومهما الأول فى الدنيا.. عشت معه لحظة بلحظة.عيناه المغلقتان وصوته الخافت الذى لايصل أسماعنا إلا بالكاد.. لحظة أن شق النور عينيه.. خطوته الأولى .. تعثراته ... أوقات رضعاته حيث كان يستد إلى صدرى ليتناول الحليب بالقطارة التى كانت أكبر من حجم فمه ... حمامه الأول .. خوفه من الماء .. عطره الخاص .. سلته الخاصة ... عشقه هو وفينوس للعب بأصابع القدم .. ركضهما فى كل أرجاء البيت .. ترقبه للطعام وحبه له _ حيث كان صاحب مزاج خاص _ .. كبريائه ورقته فى نفس الوقت .. عيناه البريئتان .. صراخه حين تداعبه أخته طالبًا أن ننجده من عضاتها..

لم ألاحظ أن بندق قد كبرت قامته إلا بعد مشاهدتى لصوره القديمة وذلك لأنه أصغر حجمًا من فينوس فكان دائمًا صغيرًا فى نظرى ..

رحل بندق وترك أخته تجوب البيت بحثًا عنه ... رحل وتركها وهى التى لم تعتاد أن تبتعد عنه ولو لحظة ... كانت تجرى إليه فى أيام مرضه بمجرد سماع صوته يتألم لتغمره بيديها وتطمئنه أنها بجانبه...
رحل بندق وتركنى أفتقده .. هذا المخلوق الصغير الذى ملأ دنيتى ببراءته وشقاوته وحنيته..

رحل وتركنى مع ذكرى طرائفه ومواقفه .. أذكر عندما رآنى أبكى ذات يوم فترك لعبه حتى يأتى ويداعبنى حتى ضحكت حينها عاد ليكمل لعبه ...

أذكر حتى أيام مرضه .. نظرات عينيه المتألمتين .. أذكر عجزى عن معرفة داءه ووجعه حين عجز الطبيب عن ذلك .. أذكر عجزى عن مساعدته والتخفيف عنه ..
رحلت يابندقتى وتركت داخلى مساحة تفوق حجمك الصغير من الحب والاشتياق إليك ...



وحشتنى يابندق ......