هى حالة لا أستطيع وصفها، ربما تجمع بين الدهشة والخوف والحيرة... وربما بين كل المشاعر الممكنة. تنتابنى هذه الحالة كلما أضيف عامًا على سنواتى فى هذه الحياة.
لا أعلم كيف تتكاثر هذه السنوات وتقص منى مساحات، منذرةً بأن المتبقى ليس بالكثير.. كيف ومازلت أحمل بداخلى تلك الطفلة التى كانت بالأمس تلعب وتتابع أفلام الكارتون وتهتم (بديلين الحصان والقُصة اللى على جبينها) ؟؟ كيف ومازالت أحلامى باللون الأبيض وابتسامتى مازالت من قلبى؟؟
من سمح لهذا الرصيد من الأعوام أن يفرض شروطه علىّ ويجبرنى فى كل مرة أن أتناسى كل هذا،وأن أبدأ بالنظر للحياة بنظرة لها قوانين وحسابات مختلفة .. كيف غفلت عن ذلك الجزء بداخلى والذى تكون على خلسة منى حيث تجاوز هذا الرصيد من السنوات وأصبح يمتلك من النضج ما أثقل كاهلى لدرجة المرار.. جزء يحارب من أجل حقه المفترض فى الأكسجين ويعانى كثيرًا من حالات الاختناق اللانهائية.
جزء كان على قدم الموازاة لرصيد العمر المتراكض، كسر حاجز الكثير من التجارب والخبرات ليدخل أخرى ... جزء عرف الحب والجرح، عرف الغدر والبعد، صادف الدفء وأحب حضن الشتاء.. جزء اشتاق إلى الاستقرار والأمان وما يزال يبحث عنهما فى سباق مع عجلة الأيام
وآثر أن يترك مفتاحه فى عينى التى حملت من الشجن عنوانًا لأعوامى الست والعشرون وترك باقى أعضائى تعيش لونها الأبيض، حاملة دميتها وأحلامها وبسمتها الخجولة.....